إن التطور والانفتاح على المجتمعات بمختلف أشكالهم بالإضافة إلى ما أتاحته التكنولوجيا الحديثة من اطلاع على عادات وتقاليد الآخرين وأساليب حياتهم، لا يغير من حقيقة أن المجتمع الأردني لا يزال مجتمعاً محافظاً لديه الكثير من الأخلاقيات والعادات التي يُحبذ الاحتفاظ بها.
ولذلك لا تزال الأفعال المنافية للحياء بمثابة تصرفات ممنوعة اجتماعياً وقانونياً أيضاً حيث فرض المشرع الأردني عقوبة عرض فعل منافي للحياء في الأردن.
إن كنت بحاجة الحصول على استشارة قانونية بشأن جنح الأفعال والتصرفات المنافية والخادشة للحياء من محامي متخصص في الأردن، اضغط هنا للتواصل مباشرة مع مكتب الأتاسي للمحاماة والخدمات القانونية.
جدول المحتويات
عقوبة عرض فعل منافي للحياء
بدايةً وقبل توضيح عقوبة القيام بتصرف أو فعل منافي للحياة لا بد من توضيح ماهية الأفعال المنافية للحياء وفق القانون واختلافها عن غيرها من الأفعال والجرائم.
الأفعال المنافية للحياء هي كافة السلوكيات المتمثلة في الأقوال والأفعال والإشارات التي يتم توجيهها بشكل علني وبصورة خادشة للحياء في الأماكن العامة، حيث تسبب مشكلة للطرف الآخر لعدم قبوله بها سواء تم ذلك تجاه رجل أو امرأة أو قاصر.
ومن الناحية القانونية؛ هي حركات قائمة على إيحاءات صريحة أو التلميح بأي شكل إلى أفعال غير أخلاقية تتناقض مع سلوكيات المجتمع وعاداته الأخلاقية وحدود التصرف السليم.
بينما الأفعال المنافية للحياء تختلف عن جرائم هتك العرض على الرغم من وجود قواسم مشتركة، ويتجلى ذلك الاختلاف في أن انتهاك العرض يقوم على الاعتداء على الجسد وعورات الإنسان في حين يقتصر الفعل المنافي للحياء على الملامسة غير اللائقة.
أما بالنسبة لعقوبة خدش الحياء العام في القانون الأردني فإنها تتمثل بالسجن لمدة لا تقل عن سنة عملاً بالمادة 306 من قانون العقوبات الأردني.
عقوبة شاب ارتكب فعل منافي للحياء
لأسباب عدة يُقدم العديد من الشباب ممن تنقصهم الرادع الأخلاقي إلى التصرف وفق سلوكيات يعدّها القانون في الأردن أفعال منافية للحياء وتؤثر بشكل سلبي على المجتمع وتُقلق أمانه.
وعليه؛ تفرض عقوبة السجن إذا ما قام شاب بفعل منافي للحياء عبر القيام بحركات غير أخلاقية أو التلفظ بالقول أو استخدام الإشارات الصريحة سواء فعلها بحق ذكر أو أنثى بالغين دون إرادتهم.
بينما تشدد هذه العقوبة إذا ما وقعت الجريمة بحق أنثى لم تكمل الثامنة عشرة من عمرها وكان الشاب من أحد أصولها أو كان موكلاً برعايتها أو تربيتها أو له سلطة شرعية أو قانونية عليها.
الفعل المنافي للحياء في القانون الأردني
الفعل المنافي للحياء هو كل فعل يقوم به شخص ضد شخص آخر ذكراً كان أم أنثى. بشكل يؤذيه في كرامته وشرفه بغض النظر عن السبب. إذا كان في سبيل الانتقام أو إرضاء لشهوته أو لفساد أخلاقه.
وعقوبة من قام بفعل منافي للحياء في مكان عام أو في مجتمع بشكل يمكن رؤيته من قبل الموجودين يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على خمسين دينارا وقد تم تعديل الغرامة في العام 2017 لتصبح مائتا دينار أردني وتضاعف في حال التكرار أو في حال كان المتهم أكثر من شخص وذلك حسب المادة 320 من القانون.
عقوبة قضية الآداب في الأردن
عقوبة قضية الآداب في الأردن تختلف باختلاف الحالة كما يلي:
- من قام باغتصاب فتاة بغير رضاها أو بالتهديد كانت عقوبته الأشغال الشاقة المؤبدة مدة لا تقل عن خمسة عشر عاماً.
- كل شخص أغتصب فتاة تحت سن الخامسة عشرة يعاقب بالإعدام.
- وعقوبة من أغتصب فتاة من خمسة عشرة عامًا إلى العمر ثامنة عشرة يُعاقب بالأشغال الشاقة لمدة عشرين سنة.
- ومن قام بالأفعال السابقة مع أنثى لا تستطيع المقاومة بسبب خلل جسدي أو نفسي أو عقلي فيعاقب بنفس العقوبات السابقة.
- من واقع أنثى أتمت الخامسة عشرة ولم تكمل الثامنة عشرة. وكان أحد أصولها أو أحد محارمها أو من كان موكل بتربيتها عوقب بالأشغال لمدة عشرين سنة وإذا أتمت الثانية عشر ولم تكمل الخامسة عشرة سنة كانت العقوبة الأشغال المؤبدة.
المداعبة المنافية للحياء في القانون الأردني
كما أشرنا؛ يفرّق القانون بصورةٍ واضحة ما بين الأفعال المنافية للحياء بما تتضمنه من مداعبة خادشة للحياء وبين جرائم هتك العرض، ويتضح الفارق بينهما من حيث جسامة الفعل ومدى مساسه بمناطق العفة والحياء في جسد المجني عليه.
حيث أن كل فعل يَصل حد التعدي على أعضاء الفرد التناسلية يحقق عناصر وأركان جريمة هتك العرض، أما في حال لم يستطل الجاني إلى عورات الضحية فإن ذلك يحقق جنحة المداعبة المنافية للحياء.
ومن ثم؛ تفرض عقوبة عرض فعل منافي للحياء عند تحقق مختلف صور المداعبة المنافية للحياء وفق القانون في الأردن، ومنها قيام الجاني بملامسة الضحية دون محاولة لنزع الملابس أو وجود نية في ممارسة أي فعل جنسي.
كما أصدرت المحكمة المختصة في الأردن العديد من أحكام الإدانة بالأفعال المنافية للحياء في مختلف القضايا، ومنها محاولة المتهم تقبيل المجني عليها على الرغم من منعها له بالقوة، وتم فرض العقوبة بسبب تحقق أركان جنحة المداعبة المنافية للحياء.
وفي قضية أخرى أدين المتهم وفرضت العقوبة بحقه لإمساكه بيد الفتاة ومعانقتها دون رضاها، وكذلك الأمر في دعوى قام المتهم فيها بتقبيل الفتاة على خدها محققاً بذلك عناصر الجنحة.
ومن الجدير بالذكر، أن أي محاولة لملامسة أنثى أو ذكر بشكل غير مشروع ومنافي لاحترام الحدود الشخصية والحق الفردي في حماية الجسد سواء بالملامسة أو التقبيل يُعد فعلاً منافياً للحياء وفق القوانين الأردنية وتفرض على الجاني عقوبة السجن المحددة.
الأسئلة الشائعة
تساؤلات عدة تطرح من قبل مختلف الأشخاص حول عقوبة عرض فعل منافي للحياء في الأردن؛ ومن أبرزها:
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا حول عقوبة عرض فعل منافي للحياء في الأردن، وإن كان لديك أي تساؤلات أو تحتاج إلى استشارة قانونية بهذا الشأن يمكنك التواصل مع محامين من الأردن من مكتب الأتاسي للمحاماة والخدمات القانونية.
ولقراءة المزيد من المعلومات تابع إسقاط الحق الشخصي في قضايا هتك العرض، واطلع على عقوبة التحرش لفظيًا وجسديًّا وإلكترونيًّا وفقًا لقانون العقوبات في الأردن، ويمكنك الحصول على أرقام تليفونات محامين في الاردن، وتعرّف على أفضل محامي جنايات كبرى في الأردن.
محمد جاسر الأتاسي؛ محامي ومستشار قانوني لامع. يحمل بكالوريوس في القانون وماجستير في القانون الدولي وحاصل على شهادات في الشريعة والتحكيم.
نشر العديد من الأبحاث في أهم المواقع القانونية العالمية وينشر مقالاته بشكل دوري في الموقع الرسمي لمكتب الأتاسي للمحاماة والاستشارات القانونية.
يقدم الاستشارات القانونية في كافة القوانين الأردنية ويقوم بكتابة الطعون في الأحكام والاعتراض عليها. وصياغة العقود والمذكرات